اللقاء الثامن لمقهى المهجر الكندي
“يا خير من دفنت في الترب أعظمـه
فطاب من طيبهـن القـاع والأكـمُ
نفسي الفـداء لقبـر أنـت ساكنـه
فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرمُ
صلى عليك إله العرش مـا طلعـت
شمس وحنّ إليـك الضـالُ والسلـمُ”
الوجدان المسلم الممتلئ بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمُعبّر عنه بجميل الأحرف سردًا للسيرة أو مدحًا بالشمائل، ليس أمرًا مستجدًا؛ بل له في تاريخ المسلمين إرثا من صحبه والتابعين ومن تبعهم من أئمة ورجال ورع ودين وخُلق.
فماذا عنّا اليوم، أليس عالم اليوم أحوج مايكون لهذا المدّ القلبي والترويح النفسي، مع استحضار عِبر ودروس السيرة، في زمنٍ غابت فيه المعالم الكُبرى لرسالته من واقع أبناء أمته وعلى أرضهم، مابين كرامةٍ مهدرة وغلبةٍ ظالمة، وأخوة مبعثرة، ودمٍ نازف.
ومابين شتاتٍ مهاجر في بقاع الأرض، شرقها وغربها.
صادف شهر ربيع الأول-شهر الأنوار- اللقاء الثامن لمقهى المهجر الكندي بمدينة أونتاريو/ السبت/ 23/11/2019 فكان عنوانه العريض:
الرسول بيننا
عن معنى الاحتفاء بالمولد النبوي.. ورسائله بين الفكر والوجدان.
لماذا الوجدان؟
في تقديمه للمقهى تناول أ. مهنا الحبيل إحتياج الأسر المسلمة في المهجر لإحياء هذا الموسم لتجديد عهود الروح ولترسيخ معاني الارتباط لأبنائها؛ إن مقصد الاحتفاء هنا مرتفع ومتعالي على جدلية سؤال مسلك التعبد أو خانة الابتداع؛ إنه معادلة وعي وفهم وتعزيز هوية، بإحياء سيرته صلى الله عليه وسلم، والانعطافة التي صاحبتها في مسيرة البشرية وحالة الارتقاء الإنساني التي جسدتها رسالته.
الفكر مكملًا للوجدان:
لاينفك الإرتواء الروحي والترويح النفسي عن دلائل التفكّر وبشائر ومضاته..
/معنى وحدة الرسالات
حملت قصص رهبان الجزيرة العربية في انتظارهم لبشارة السماء وبعثة النبي، معنًا عقديًا عند المسلم بمفهوم أن أنبياء الله جميعا حملوا نفس الدين وانما اختلفت الشرائع وذلك لحكمة إلهية.
تحت هذا المفهوم العظيم على ابناء المهجر المسلمين وعي معنى التآخي الإنساني في علاقتهم بالآخر، والحرص الأكبر على إفشاء المعرفة بالاسلام ورفع الجهل عنه، بدلا عن الخوض في الجدل لقطع الطريق على اليمين المتطرّف.
/الأخلاق ورسالة مقاصدها من السيرة، ووعي دلالة التسامح التي حملتها بعد الفتح، في عدم إعلاء الخصومة مع الأخوة المدنية بناءً على الإرث السياسي الغربي المتطرّف، مع الاحتفاظ بحق المبدأ في الموقف.
/رسالة خاصة للكنديين العرب، في تخصيص أمتهم بحمل الرسالة والتبشير بها، ليس من باب التشريف العرقي وإنما من باب المجال التداولي ووعي اللغة،فاليوم فقه اللغة واللسانيات لها سهمها في الللسفة وعلومها؛ مما يجعل المسؤولية عليهم مضاعفة في الاجتهاد والتحرير الفكري.
الداعية والناشط أ. فِراس ميراش
تحدث في مداخلته عن أثر القلب على عمل العقل، قائلا بمستجدات البحث الغربي في علوم القيادة بإدخال الرعاية كعنصر ربط للمهارات والأدوات الغقلية.
وفي رسالته لأبناء المهجر عن كيف نقدّم الإسلام لغيرنا، مسترشدًا بالهدي النبوي، حكى أ. فِراس قصة “أكثم التميمي” الحريص على مصالح قومه في الجاهلية، والقائم على رعايتهم، وكيف وجد الرد من الرسول عليه الصلاة والسلام في سؤاله عن الأمر الجديد، مما جعله يلتقط أصل الفكرة بذكاء العرض النبوي، فقال انطباعه لقومه داعيا اياهم بالمسابقة في الدخول للإسلام.
المداخلة الثانية من الداعية د. أمجد قورشة
والتي وجه رسالته فيها لفئة الشباب وأهمية التفكّر في السيرة وعكس حضور دلائلها معنويًا في تفاصيل الحياة.
“إنّ لمن الإنشاد لإرشاد”
ودلائل المقولة صحبت جمهور جلسة المقهى الثامنة في الرقائق التي أنشدها المنشد الإسلامي القدير أ. مصطفى العزاوي
الخنساء