في تقديمه للقاء الثاني عشر لمقهى المهجر الكندي29/فبراير/2020/ بمدينة مونتريال شكر مدير المركز الكندي أ. مهنا الحبيل الحضور، مُشيرا للحيوية الثقافية التي يتميز بها المجتمع العربي في كيبيك، كما عبّر عن امتنانه للناشطة الاجتماعية ومديرة الجمعية العربية في كيبيك/ أ. سعاد ابو نخلة ضيفة اللقاء.

وشكر أ. الحبيل مساهمة الناشط المدني والمرشح العربي المستقل في الإنتخابات السابقة / أ. حسن غية (ابوعمر)صاحب الحضور المجتمعي اللافت وعضو الحزب الليبرالي، وأيضا أ. جويدة صلاح عضو البرلمان السابق عن الحزب الديمقراطي الجديد لمساهتمهم في الفعالية.


هذه الحلقة هي الثانية من الدورة الثانية لنشاط المقهى الذي يخطو بهدوء في حيّزه البسيط، غير المتكلّف في اعداده وطرح مواضيعه، شاكرا جمهوره النوعي.


اشاد أ. الحبيل بنشاط الجمعية العربية، قائلا بأن المجتمع العربي المهجري يحتاج لمثل هذه الكيانات المستقلة لبث روح تجديد الجسور بين العرب، وبينهم وبين المهاجرين من القوميات الأخرى، ثم بينهم وبين مواطنتهم.
وفي الختام اشار لدور المرأة العربية الذي لاحظه في كندا وهنا في مونتريال في صورة أ. سعاد والتي عبر جمعيتها تنشط في مسارين:
تجسير العلاقات بين العرب وغيرهم، وثانيا تعمل ضد الإسلامفوبيا.

تقدّم أ. سعاد هذه البرامج كعمل طوعي، قالت ان دافعها الأول له كان الرغبة في تصحيح الصورة الخاطئة أو الناقصة التي لاحظتها عن الإسلام، لذا سعت في التعريف بالاسلام الحضاري كنوع من اكمال المعرفة الثقافية به وبعطائه الإنساني.

المجتمع الكبيكي والكنديون العرب..البعد الآخر
عنوان الورقة الرئيسة في المقهى من تقديم أ. سعاد بو نخلة، تناولتها من خلال تجربتها وتجربة الجمعية على ثلاث محاور:
بناء الجسور:
حرصت الجمعية على بناء الجسور مع شركاء المواطنة على ثلاثة اصعدة:
/الصعيد السياسي:
من خلال دعوة ممثلي الأحزاب لفعاليات الجمعية التي كانت تُقام، حرصا منها في ايصال صورة حقيقية عن الثقافة العربية والمسلمة.

/الصعيد الاعلامي:
وذلك بالحرص على التواجد في المنصات الاعلامية للحديث عن القضايا التي للثقافة الإسلامية فيها رأي آخر، وأيضا توضيح وجهات النظر عن التصعيد ضد المسلمين.
شكرت هنا أ سعاد راديو كندا الدولي لاتاحته الفرصة العادلة في المشاركة، واشارت لعدم مشاركتها في الكثير من المحطات التي تلجأ للتسجيل والمونتاج، حتى لايتم تحوير الكلام.

/الصعيد الاجتماعي:
قد يُعتبر من أهم الجسور نسبة لأثره وتأثره الكبير مع الأصعدة الأخرى.
تقول أ. سعاد حرصنا على التواصل مع الجمعيات والمنظمات الخاصة ببعض الجاليات الأخرى، او جمعيات المجتمع المدني الكندية، والذي لم يكن سهلا في كل الأحوال؛ حيث التوجس من كلمة مسلم وعرب.
التواصل بدايةً كان عن طريق اقامة الفعاليات، والتي توقفت لكُلفتها ولعدم وجود دعم للجمعية، فتمّ استبدالها بالورش الصغيرة في مقر الجمعية.
أضافت أ. سعاد انها مؤخرا لاحظت ضرورة افراد مساحة لعمل جسور وتواصل بين الجالية العربية والمسلمة نفسها، للتعارف الثقافي ومحاولة جمع الشتات، فكانت محاولات التواصل مع المراكز والجمعيات الأخرى ومحاولة اقامة نقاط اشتراك.
أيضا من الانشطة التي تحرص عليها الجمعية وتشكر المساهمين فيها، فتح باب المناقشة والحوار في بعض القضايا التي يحتاجها المجتمع العربي والمسلم، مثل قضايا الشباب والمرأة والأسرة.
تختم بحاجة المجتمع لنماذج شبيهة أو أفضل تكون مستقلة عن أي انتماءات حزبية أو مذهبية دينية، حتى يغطى هذا النشاط الحاجة المتزايدة لرفع الوعي بالكثير من القضايا المركبّة بصورة تخدم المجتمع المدني.


المحور الثاني
تقييم النتائج مع المجتمع الكيبيكي
هنا تتحدث أ. سعاد عن تقييمها لنشاط الجمعية، والتى وجدت قبول وتجاوب من النسبة المجتمعية التي تهتم لبناء الشراكة مع الآخر، حيث نجحت في تقريب بعض الناس التي كانت تنفر من بعض العادات الثقافية وصارت تتفهمها، وأيضا الاجتهاد في تحطيم بعض الأحكام المسبقة برفع درجة الوعي بها؛ وبهذا ساهمت في تعديل بعض طُرق التفكير عند تناولها قضايا العرب والمسلمين.
ورغم التقييم لأداء الجمعية من الجمعيات الكيبيكية وتكريمها عدة مرات والحرص منهم على مشاركتها فعالياتهم، إلا أن أ. سعاد ترى أن هناك تحدٍ كبير مازال أمامهم، خاصة ماتكشّف من الدورة الانتخابية البرلمانية الأخيرة.
تُجمل أ. سعاد التحدي في أهمية رفع الجهل على صعيد الجالية وايضا على صعيد المجتمع؛ فمن المؤسف أنه رغم كل هذه الجهود المبذولة الا أن الاسلامفوبيا في حالة تصاعد مستمر وموثّق من خلال نشاط جماعاتها اليمينية المتطرفة على وسائط التواصل والعمل على استقطاب الأفراد،والتي تعادي المهاجرين والمسلمين بصورة خاصة.
ومن المؤسف أكثر أن الحكومة في كيبيك تغض الطرف عنهم، وأكثر من هذا لم تتم اجازة قانون ضد الاسلامفوبيا وهنا تقارن بتفعيل قانون معاداة السامية.
ثمّ تفرد مساحة للحديث عن تجربة معايشتها لما حدث أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي كان احد مًرشحي الحزب الليبرالي فيها أ. حسن غيّة والذي فاز في الانتخابات الداخلية للحزب لكن تمّ اسقاطه، رغم فوزه من الحزب الليبرالي لأسباب عنصرية.
تقول أ. سعاد على مستوى الاعلام كان هناك تصعيد على شخصه باعتباره عربي مسلم يجب اقصاؤه من التمثيل البرلماني، وهنا رابط الجهل الذي عنته بتخاذل الجالية العربية والمسلمة عن دعمه؛ في فرصة كانت لتثبيت حقوق مواطنتهم ولممارسة الحقوق التي يتيحها لهم الدستور، ولعدم الوعي كفاية بأهمية أن يكون للجالية صوت يمثلها على مستوى صناعة القرار.


المحور الأخير
البُعد الآخر:
توجزه في الجواب على سؤال، ماذا يجب علينا أن نعمل حتى نزيد نسبة الوعي والتواصل فيما بين الجالية، وبينها وبين مجتمعها الكبيكي؟
تقتبس هنا مما جاء في محاضرة شروط النهضة لأستاذ الحبيل وتراها موجزة لدعم الموقف..
/تعزيز العامل الأخلاقي
/ضرورة التأهيل، وهنا نقطة في طُرق التواصل وانتخابها بذكاء يناسب المُتلقي.
/المبادرة التنفيذية واختيار حملة شموع للمستقبل.

مداخلة أ. حسن غيّة..
بدأ من حيث انتهت أ. سعاد من تجربته الانتخابية
قائلا بأن ما يحزُّ في النفس ان الجالية كانت صاحب النصيب الأكبر في عملية اسقاطه الانتخابي، لعدم وعيها الكافي بأهمية دحض عدم حق العربي والمسلم في التمثيل البرلماني، وأيضا لعدم ادراك الفائدة من وجود ممثل لهم في البرلمان حتى ترتفع مطالبهم لجهات القرار.
مُضيفًا بعض النُقاط المهمة لتأهيل الجالية، التي ينظر لواجبه تجاهها كواجب الأب تجاه أبنائه، قائلا بأنه مستمر في العمل والمحاولة:
/محاربة العنصريات بين أبناء الجالية وفقا لمناطقهم في الوطن العربي، ومحاربة الامتداد العنصري مع الغير.
/أهمية تعزيز أفكار الحقوق المدنية والسياسية في مفهوم الشراكة الوطنية في المهجر.
/الوعي بأن تعدد الهويات مكسبا وليس عائقا أمام الإنسان، فقط يحتاج الأمر لوعي بالفصل الفني حسب الموقف؛ فكون المرء عربي مسلم لايعني شيئا عندما يتعلق الأمر بالمشاركة الوطنية التي تحتاج لهويته لمواطن له حقوق دستورية وعليه واجبات.
/التعارف مع المجتمع الذي قدمت اليه، يجعلك تفهم بعض توجساتهم؛ فالإنسان يظل أسير تجربة تكوينه، خاصة في مفهوم العلاقة بين الدين والسلطة الكنسية لديهم.
/الاعتزاز بالهوية والانتماء لها ضروري ومهم، ويجب أن يُعضّد بفهم كيف تدير حواراتك كشريك مواطنة وقيمة فاعلة نافعة لمجتمعك.

مداخلة أ. جويدة صلاح
العضو السابق في البرلمان الفيدرالي الكندي عن الحزب الديمقراطي الجديد، وأول إمرأة عربية مسلمة في البرلمان.
تحدثت أ. جويدة عن تجربتها الخاصة التي كانت دافعا للعمل السياسي، عند مواجهتها لصعوبة المواصلة في عملها السابق كطبيبة، فشكّلت مع آخرين مجموعة ضغط للمطالبة بحقوق حاملي الشهادات غير الأمريكية والكندية.
تطوّر معها العمل السياسي وصولا للبرلمان، للكفاح عن قضايا المهاجرين وحقوقهم، والدفاع عن القيم الدستورية للكل.
كما تناولت التحديات التي كانت سببا في اقصائها وفقًا لقواعد اللعبة السياسية كما سبق مع أ. حسن غيّة، وخروجها من دائرة العمل بسبب العنصرية الواضحة تجاه المهاجرين وخاصة العرب والمسلمين.

ختام لقاء المهجر كان مع مداخلات الحضور واستفساراتهم وتعقيب من أ. سعاد، وأبرز ما خرج به الجميع ضرورة السعي لجمع الجالية على أهداف موحّدة بالتواصل والحوار.

تحرير: الخنساء