Warning: mkdir(): Read-only file system in /var/www/easywp-plugin/wp-nc-easywp/vendor/wpbones/wpbones/src/Foundation/Log/LogServiceProvider.php on line 118

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the woocommerce domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /var/www/wptbox/wp-includes/functions.php on line 6114

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the breadcrumb-navxt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /var/www/wptbox/wp-includes/functions.php on line 6114
رسالتنا الإسلامية الكندية | المركز الكندي للإستشارات الفكرية
Categories: مقالات

رسالتنا الإسلامية الكندية

رسالتنا الإسلامية الكندية

مهنا الحبيل

3/7/2022

من عادتي أن اتنقل للصلاة في مساجد المنطقة الكبرى لتورونتو (GTA) عاصمة ولاية اونتاريو الكندية، وهي الأهم في ولايات كندا، والأكثر حضوراً للتعددية الاجتماعية للمسلمين من أقطار العالم، فطبيعة المسجد أنه ديوان روحي ترتوي منه في أزمنة المهجر الصعبة، يكفيك عن كثيرٍ من الهموم والضجر، وبالطبع حين يتحوّل المسجد إلى مركز حياة اجتماعية ناشط للمسلمين في المهجر، فهو يُعطي قيمة أكبر لرسالته، ومن أهم هذه المراكز مركز الاناضول الإسلامي في ميساساغا. 

  تأسس المركز منذ زمن، عبر الحراك الإسلامي التركي الذي وصل المهجر مبكراً، زمن القسوة العلمانية الشرسة على الشعب في الحكومات العسكرية، فالمركز يعج بالأنشطة تحت إدارته التركية وشركاءه من العرب الكنديين، تتوقف بالضرورة عند أحد ابرز خطباء كندا، الشاب الخلوق صاحب الطُرفة والبسمة ذو الحديث الشيّق الذي يجتذب الشباب، وكبار السن معاً، ويُراعي خواطر الجميع، وهو الشيخ المصري د. مصطفى خطاب، لا يكاد الرجل يأوي إلى منبره أو ينصرف منه، حتى تقاطعه الجموع أسئلة وسلاماً وهو يبادلهم بكل ابتسامة مشرقة وأريحية كريمة. 

  لكن الأهم في منهج مصطفى خطاب، ولغته الإنجليزية المتمكنة والسلسة المخلوطة بالمصطلحات الإسلامية، والتي أعانته في ترجمات متخصصة لمفردات القرآن، أنه ذو جاذبية وتفهم وانفتاح لشبابنا مواليد كندا، أو الذين هاجروا اليها مع أسرهم قديماً، أو وصلوها حديثاً، والوصول إلى قلوب الشباب وقناعتهم الذاتية في قضايا الكليات الإيمانية، والقيم الإسلامية، وهي اليوم مهمتنا الأولى الصعبة في كندا. 

  فنحن في مسارين للشباب غاية في الحساسية والخطورة، الأول هو الحفاظ على الكليات الإيمانية، والانسجام العقلي والفكري معها، الذي يواجه أمواجاً عاتية من رياح القلق والتيه، تبعثها أجواء العولمة الجاثمة على الناس، والمتمكنة من كل وسائط الإعلام، وخاصة في الأعمار التي تبدأ من العاشرة، وربما قبل وحتى ال 18 وتزيد، ليصل ضميرهم إلى مرحلة الاستقرار الإيماني والنفسي معاً. 

وهو الاستقرار الذي يساعد في سكينة الأسرة ووحدتها الاجتماعية، في ظل موجات طلاق مخيفة، أو تنمّر على الوالدين بسبب رفض بعض الشباب الانسجام مع قيم الأسرة، أو مجرد التواجد معها بسبب روح الانعزال التي يتأثر بها لطبيعة الحياة في كندا، والتي تشكل الفردية أساس تشريعاتها وثقافتها. 

ولذلك مصطلح (التنمّر) ضد الوالدين في الغرب، نعني به هذه المساحة المتزايدة من انفصال العائلة داخلياً، من خلال رفض الأبناء نمط الحياة الأسرية، أو أحياناً عدم توفيق رب الأسرة إلى حسن قيادتها، وتفعيل الحوار والحب معاً بين منظومة الأسرة المسلمة في الغرب عموما أو كندا خصوصاً. 

وهذا بالضبط أحد أهم الأبواب التي يُساهم مصطفى خطاب، إمام وخطيب المركز والمعلم التربوي في معالجته، وحجم المعالجة يظل محدوداً رغم أهميته، أمام أزمة الواقع، كما أن الحاجة الماسة له تزداد، عرفتُ ذلك من خلال ما يؤكد لي دوماً الأصدقاء ذوي العلاقة بالتوجيه الاجتماعي والتربوي للمسلمين في كندا، ولذلك فنوعية هذه المهمة ضرورة قصوى للواقع المسلم في كندا، وخاصة أن مساحة الاحتياج بين الحياة الاجتماعية للأسرة المسلمة وبين المركز، مستمرة في كل الأقاليم والمدن. 

ولذلك صُدمت عنما بلغني خبر إعلان د. مصطفى خطاب، مغادرته كندا، لوصل والدته الكريمة التي انقطع عنها لظروف الهجرة مدة طويلة، ولترتيب بعض مهامه الشرعية البحثية، فأن تفقد شخصية اجتماعية تربوية في هذا الزمن في بلد ككندا، فأنت تخسر موقعاً لا يعوّض، ليس لعدم وجود آخرين ولكن للحاجة القصوى لأمثاله وإلى نموذج وطريقة تعاطيه الهادئة مع الشباب، كضرورة للرعاية الإسلامية. 

أما المسار الثاني فهو تربية النشأ على منهج شراكة مع بقية المجتمع الكندي وتعدديته، دون أن يتخلى عن قيمه الفارقة، شراكة اندماج لا دمج قسري، يخضع للقهر غير الأخلاقي للمفاهيم المختلف عليها، إذ أن زيادة ضغط التشريعات والحياة المفتوحة على العولمة ومساراتها، تنتزع الشاب من الجذر الأخلاقي الذي يحتاجه بشدة اليوم، حتى لا يقع في مسارات الإدمان أو الإحباط بعد انفصاله عن محيطه. 

ولعل إيضاح د. مصطفى لي أنه عائدٌ إلى كندا بعد إجازته بعون الله، طمأن الخاطر، لكن الأمر ليس متعلقا بشخصه الفاضل فقط، وإنما بمجمل الأزمات الاجتماعية والسلوكية، وهي تتضخم ولا نزال نحتاج إلى مأسسة منظومات تعبر إلى الشباب، تقوم على قاعدة شفافية كبرى، ومنظومة أخلاقية لا تقدم فكرها للمسلمين فقط، بل كل الأسرة الكندية التي تهتم بمفهوم الود والسكينة الفطرية للأسرة. 

mohana63

Recent Posts

الانسحاب الشجاع من مقدمات الطلاق

الانسحاب الشجاع من مقدمات الطلاق مهنا الحبيل دعونا نطرح سؤالاً مهماً لحياتنا الاجتماعية، ماهي المعايير…

4 أسابيع ago

الملوك الخبثاء والملكية الفاسدة

مهنا الحبيل يحاول روسو أن يدخل على نقد النظام الملكي الذي واجه نموذجه في فرنسا،…

4 أسابيع ago

الطلاق المبكر في الخليج..محاولة للإنقاذ

الطلاق المبكر في الخليج.. محاولة للإنقاذ مهنا الحبيل لفت نظري إطلاق وزارة التنمية القطرية، برنامجاً…

شهر واحد ago

شكيب أرسلان..الغائب المُنتظر

مهنا الحبيل ربطَنا مجلس أسمار وأفكار في قطر، بقصة ملهمة في حاضر العالم المسلم، وعلاقتها…

شهر واحد ago

عقل الجزائر..مالك بن نبي

عقل الجزائر.. مالك بن نبي مهنا الحبيل خاض مالك بن نبي معارك كبرى، اشتبك فيها…

شهر واحد ago

المؤتمر العالمي الكوني2050م

استأنفت أوروبا الأخيرة حياتها السياسية بعد هيمنة الحداثة، وكل الأحزاب ذات الصفة الاشتراكية العامة باتت…

شهر واحد ago