Warning: copy(/var/www/wptbox/wp-content/object-cache.php): Failed to open stream: Operation not permitted in /var/www/easywp-plugin/wp-nc-easywp/plugin/Providers/Redis/RedisServiceProvider.php on line 46
شكيب أرسلان..الغائب المُنتظر | المركز الكندي للإستشارات الفكرية
Categories: مقالات

شكيب أرسلان..الغائب المُنتظر

مهنا الحبيل

ربطَنا مجلس أسمار وأفكار في قطر، بقصة ملهمة في حاضر العالم المسلم، وعلاقتها بمشهد ذبح غزة اليوم، ثم توسع المشروع الصهيوني، الذي يُعيد تنظيم حساباته مع الخصم الإيراني، بعد أن مثّل المشروع الطائفي لإيران تقاطعاً رئيسياً لصالح التوحش الصهيوني.

ذلك ما تحقق سواء في احتلال العراق، أو في سحق ثورة سوريا وإبادة شعبها، وإن كانت إيران تظل جزءاً من الشرق المسلم الكبير، لكن حروبها المتعددة على الوطن العربي- مع الأسف الشديد- أثّرت على الموقف منها كثيراً، وبالتالي فنحن بالفعل أمام نازلة عُظمى لحاضر العالم المسلم، لن تقف عند العدوان الصهيوني على لبنان، ولكنها تتوسع ويزيد طمعها بدعم كارثي من دول عربية، هي ذاتها معرضة للتهديد الصهيوني.

وكان ضيف مجلس أسمار هذه المرة هو راعيه الأخ د. محمد حامد الأحمري، المفكر الإسلامي المعروف، عن مادةٍ تطوف في أرض لبنان وجبلها التاريخي، في عرض مميز لكتاب مهم جداً في توثيق رحلة صحوة الشرق المسلم القديمة، التي حاول من خلالها قادة العروة الوثقى حماية الوحدة الأممية للمسلمين، وجهود قادة الإحياء في مواجهة خطط الغرب بعد سقوط السلطنة العثمانية، في مؤلف مهم للباحث البريطاني وليم كليفلاند، والكتاب تمت ترجمته عبر مركز العلاقات العربية الدولية.. “الإسلام ضد الغرب.. شكيب أرسلان والدعوة إلى القومية الإسلامية”.

لقد أثار عرض الكتاب رحلة الأمير المهمة في حياته النضالية، ونموذجه الفذ، وواصل إزاحة الستار عن الفرية الكبرى، التي ألحقت بدعاة الإحياء الإسلامي ونهضة الشرق، وعلى رأسهم مصلح الشرق الكبير، السيد جمال الدين الأفغاني، والتي بثتها الأستانة بعد أن اغتالت الإمام عبد الرحمن الكواكبي، لوقف الإصلاح السياسي لحاضر العالم المسلم.

فارتباط الأمير شكيب في حركة الإحياء يأتي ضمن أسرة تضامنية كبيرة، تسمع هتافها غرباً عند الجزائري مالك بن نبي، وتقرأ طَرقَها شرقاً عند الباكستاني الملهم محمد إقبال. لكن سرد الكتاب لمنهج الأمير ذكّرني بأرشيف الأمير المهم، الذي قرأتُه في كتابه “سيرة ذاتية”، حيث قدّم دلائل كفاحه في سبيل الإصلاح، ووثّق الزمن الأخير لسقوط الدولة العثمانية، ثم العودة إلى الوطن العربي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكيف أن تلك الروح اللبنانية لم يكن يهدأ لها بال قبل أن تصل كل قُطرٍ من أرض المسلمين، فتهبّ لنجدته.. هكذا وثّق كليفلاند حكاية أمير البيان.

هنا قفز تساؤل مهم في زمننا الصعب: كيف كان من الممكن أن يواجه الأمير شكيب أرسلان وقادة الإحياء الإسلامي- وفقاً لسيرتهم التطبيقية، ورسالتهم في العروة الوثقى وغيرها- هذا الواقع البائس في كارثة العدوان الصهيوني على غزة، ونحن نعبر ذكرى عام كامل على العدوان، وأفران النازية لا تتوقف منذ السابع من أكتوبر.

إننا نستحضر هنا طريقة الإحيائيين في الدعوة إلى تجمع نوعي في حاضر العالم المسلم ذلك الزمن- رغم قسوة الأسفار وتباعد الأقطار- لتداول أمر النازلة، واقتسام الخطوات المباشرة، لتحريك الضغط على القوى المؤثرة في الحكومات، حتى مع اختلافهم معها، بل مع عداء بعض الحكام لبعض قادة الإحياء الإسلامي، ثم دفع هذه الحكومات والشخصيات إلى خطوات تنفيذية، يُجمع منها حصيلة مؤثرة قدر الاستطاعة للضغط على الغرب.

والأمير شكيب كان يلتقي حتى مع قناصل الدول الغربية، ويحذرهم من خطورة سياساتهم، وهذا النوع من التواصل يتم في أحيان عديدة برغبة من هذه الدول، التي تمثل المحيط المعادي للمسلمين، وهي المتورطة باحتلال الشرق واضطهاده.

كان ذلك المدخلَ عند البعض للطعن في مسيرة أستاذ الشرق والإحياء الإسلامي، السيد جمال الدين الأفغاني، الذي كان والأمير وغيرهم، يدركون خبث السياسة الغربية، ولكنهم يسعون في حقل من الأشواك لتأمين كل رصيد لبلاغ الدعوة للعروة الوثقى بين المسلمين، والسعي لتحييد مضايق الغرب ومؤامراته، وكانوا في ذات الوقت، يدعمون كل قوة مقاومة مسلمة تسعى لتحرير أرضها.وكانت جهود قادة الإحياء تتكرر في جولات متعددة إلى المؤسسات الشرعية الرسمية، والمشيخات في العالم الإسلامي، لتذكيرهم بمسؤوليتهم، وحثّهم على بذل المساعي عند الحكومات، حتى من كان تحت احتلال سياسي ونفوذ عسكري من الدول. لم يكن الأمر حينها تقسيم المسلمين إلى مسلمين منتمين إلى جماعات وآخرين ليسوا كذلك، كانت الأمة هي الحاضن للجميع.وكان قادة الإحياء يلتقون بقادة القضية لبحث سُبل دعم المقاومين وشعبهم، رغم قوة المراقبة والتعقب عليهم من مخابرات الدول الغربية وعملائها من المسؤولين، وكان هذا منهجاً متأصلاً فيهم لجمع التبرعات ودعم المضطهدين. ولم تكن المؤتمرات والمراسلات كما هي اليوم، عبر السوشل ميديا مقصورة للتحريك العاطفي، ولكن للبحث عن وسائط عملية للإنقاذ.ففريضة اليوم أن نحرك كل حبل ووسيلة، تحقق عملياً الضغط لوقف العدوان، فهل تم تطبيق هذا النموذج للسعي في إنقاذ غزة، بحسب العصر الجديد، قبل أن نحكم على عجزه؟

mohana63

Recent Posts

الحداثة الراديكالية وحياة المسلمين الزوجية

الحداثة الراديكالية وحياة المسلمين الزوجية مهنا الحبيل إن العبور إلى نجاة حياة الفرد ومن يعول،…

4 أيام ago

أحمد الشرع مع جو حطاب

أحمد الشرع مع جو حطاب مهنا الحبيل برزت شخصية القائد أحمد الشرع، بجاذبية حيوية للسوريين…

6 أيام ago

بين عقل الأكوان وعقل القرآن

بين عقل الأكوان وعقل القرآن مهنا الحبيل تأمل في توجيهات النص القرآني جيداً، في كل…

6 أيام ago

أحمد الشرع بين رؤيتين

أحمد الشرع بين رؤيتين مهنا الحبيل هل هناك مبرر لمخاوف البعض من كون هيئة تحرير…

3 أسابيع ago

تحجيم تفويض السلطة

متى يجب أن يسقط النظام؟ مهنا الحبيل إن نظام الحكومة ليس عقداً، بل قانون، والحكومة…

شهر واحد ago

العقل المعرفي..الفارق الفلسفي الإسلامي

العقل المعرفي.. الفارق الفلسفي الإسلامي مهنا الحبيل في رحلة الجدل الفلسفي المعاصر، تختط قواعد المقارنة…

شهر واحد ago