الرئيسية/انشطة ثقافية/جلسات مقهى المهجر الكنديجلسات مقهى المهجر الكندي
مقهى المهجر في إطلالته الثانية: وحديث حول الاتجاهات السياسية الحديثة في كندا
5 فبراير، 20210139 3 دقائق
مقهى المهجر في إطلالته الثانية: وحديث حول الاتجاهات السياسية الحديثة في كندا
اعداد التقرير: أ. حمزة المجيدي
مساء التاسع من فبراير/2019، وفي إطلالته الثانية، في مدينة ميسيساجا الكندية، تناول مقهى المهجر الكندي -والذي ينظمه تجمع خاص من الكنديين العرب والمهاجرين لكندا- تناول المقهى حديثاً حول الجذور التاريخية للأحزاب السياسية الكندية، وذلك في مسعى لتعزيز قيم المواطنة الدستورية والحث على الانخراط في الحياة السياسية لدى العرب المهاجرين إلى كندا.
وقد استعرض الناشط في الحزب الديمقراطي الجديد أ . زياد محمد، استعرض الجذور التاريخية للأحزاب السياسية الكندية والظروف التاريخية التي تشكلت في سياقها، والمراحل التي مرت بها، بينما أدار الحوار الباحث العربي المستقل أ مهنا الحبيل، في حين جاءت الفقرة الأدبية من خلال الناشط اليمني حمزة المجيدي والذي ألقى عدد من القصائد للشاعر العراقي مظفر النواب.
حول الاتجاهات السياسية الحديثة في كندا:
ومع استهلال اللقاء، افتتح أ مهنا الحبيل الجلسة بمقدمة قصيرة استعرض فيها فكرة المقهى بوصفه منصة لقاء أدبي وفكري، يهدف إلى تحقيق متعة ثقافية ولقاء صداقة حيوي لكل من يهتم بأدب اللغة العربية والحوار الفكري العربي بكل اتجاهاته، مقدماً لموضوع المقهى الثاني والذي يتطرق إلى الإتجاهات السياسية.
وقد قدم الناشط في الحزب الديمقراطي الجديد أ زياد محمد الورقة البحثية الأساسية للمقهى، والتي استعرض فيها الجذور التاريخية لنشأة الأحزاب السياسية الكندية والمراحل التي مرت بها، حيث أشار إلى أن الحياة السياسية الكندية كانت قد مرت بخمس مراحل منذ بدايات تشكلها في العام 1867 والذي شهد نشأة حزب المحافظين الكندي.
بعد ذلك بسنوات قليلة شهدت الساحة السياسية الكندية نشوء الحزب الليبرالي، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، سيطر الحزبان (المحافظ و الليبرالي ) على المشهد السياسي الكندي، والذي شهد بدوره نشوء العديد من الأحزاب السياسية التي كانت فاعلة في مراحل تاريخية لكنها سرعان ما فقدت بريقها بعد نشوئها.
وأشار الباحث إلى أن الأحزاب التي تهيمن على المشهد السياسي الكندي هما الحزبان التقليديان الليبرالي والمحافظ، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الجديد والذي جاء ثانياً في الانتخابات التشريعية التي أجريت في العام 2011، في حين تشهد الساحة السياسية الكندية صعوداً لحزب الخضر، وهو الحزب الذي يُعنى بقضايا البيئة والتغير المناخي ونحوهما.
من الغرب إلى الشرق: وحديث حول مظفر النواب ورحلة المنفى:
وما إن انتهى أ زياد محمد من إلقاء ورقته البحثية، حتى انتقل الحديث إلى المشرق العربي، وتحديداً إلى بغداد، حيث تحدث الناشط اليمني حمزة المجيدي في عجالة عن الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، مستعرضاً تجربته السياسية التي امتزجت بتجربته الشعرية، ومبيناً الجوانب الثورية في شعر النواب ورحلته في دروب المنافي.
وقد ألقى المجيدي عدة قصائد من شعر النواب، كان أبرزها قصيدة “رحيل” والتي يحكي فيها النواب عصارة تجربته في المنفى، متمسكاً بالأمل بالعودة إلى بغداد وقد غلبت الطغاة وأعلنت انتصارها حيث يقول:
“إني أرى يوم انتصار الناس رغم صعوبة الرؤيا
وأسمع من هتافي في الشوارع سيما في ساحة التحرير
نخبك يا عراق وليس ذي أمل كليل”
مشاركات الحضور وتفاعلهم مع الطرح:
ومع انتهاء الفقرة الشعرية، انتقل الحديث إلى رواد المقهى والذين أدلوا بدلوهم فيما يتعلق بالحياة السياسية الكندية، حيث تحدث أ محمود الجسري عن تجربته في العمل السياسي داخل كندا، حين شارك كمتطوع في إحدى الحملات الانتخابية لدى أحد المرشحين البرلمانيين، حاثاً الجميع على الحرص على المشاركة في المحافل الانتخابية نظراً لما تورثه في الفرد من خبرات ومعارف عن المجتمع الكندي وخبايا الحياة السياسية فيها.
بينما تطرق البعض إلى السكان الأصليين والمذابح والمجازر التي ارتكبت بحقهم، متسائلين عن موقعهم من الحياة السياسية والاجتماعية في كندا اليوم، في حين تطرق بعض المشاركين إلى طبيعة العلاقة القانونية بين كندا والتاج البريطاني، حيث أشار أ زياد محمد إلى أن التبعية للتاج البريطاني باتت رمزية ولا تمثل أي سلطة واقعية.
وقد تساءل بعض الحضور كذلك عن الانتخابات الفيدرالية القادمة في كندا، والمزمع إقامتها في خريف 2019 وتحديداً في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر، وقد أجاب الناشط أ زياد محمد بأن المؤشرات الحالية تصب في مصلحة إعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو بفارق ضئيل عن منافسة من الحزب المحافظ أندرو شير.
وقد كانت كلمة الختام من نصيب الباحث العربي المستقل أ مهنا الحبيل والذي شدد على ضرورة المشاركة الفعالية والصحية في الحياة السياسية الكندية، كما شدد على أهمية امتلاك الوعي الكامل بالمواطنة الدستورية والحقوق المدنية للعرب الكندين، حاثهم على ضرورة تجاوز الوعي بأنفسهم بوصفهم أقلية وجالية إلى المواطنة المدنية الدستورية!