المركز الكندي للاستشارات الفكرية
تورنتو – كندا
منصة
تعزيز التعدد الكندي وثقافة فض النزاعات

جسور الداخل وفض نزاعات الشرق

مدير المركز: الباحث العربي المستقل/أ.مهنا الحبيل

الرؤية والمنطلق:

تكثفت الهجرة إلى كندا خلال العقدين الأخيرين، وخاصة بعد تشريعات البرلمان الكندي لتسهيل قيود الهجرة، واللجوء والحصول على الجنسية الوطنية الكندية للاجئين والمهاجرين بعد إتمام شروطها.
وتاريخ الهجرة في كندا واسع، منذ تأسيسها ومنذ مواجهات استقلالها القومي، والرحلة الصعبة التي خاضتها تجربتها الاجتماعية، والتي حُرر من خلالها الدستور، ووثيقة الحريات، ومثلت هذه المرجعية الدستورية الأساس القانوني، للسلطات والمجتمع الكندي.
وساهم هذا التحرير الدستوري، والثقافة المجتمعية في خلق بيئة سلام وتعايش تعددي، بين الكنديين، والتشكيلات المختلفة لهم، من كنديين من السكان الأصليين (هنود أمريكا الشمالية) ومن أصول غربية أسسوا كندا الحديثة، ومن الكنديين الأفارقة، ثم موزاييك متعدد واسع، من أمريكا اللاتينية وآسيا الهندية، وأقاليم الشرق المتعددة العربية وغير العربية.

ورغم أن هذه الثقافة هي في ذاتها، أرضية مشتركة مهمة لخلق وطنية اجتماعية موحدة، لكل الكنديين، ولتأمين المسار الحقوقي، وحماية الفرد والطفل وهويته القيمية وحصار الخطابات العنصرية المتعددة، إلا أن كندا أيضاً، تواجه عدد من التحديات العنصرية، التي قد تتطور إلى تكرار أعمال عنف خطرة للغاية، كما أن مساحة الحقوق وخاصة للسكان الأصليين، لا تزال بعيدة عن مستويات التكافؤ للعدالة الاجتماعية.
وفي ذات الوقت فإن هذا الإرث التعددي، وتبنيه في خطاب مجتمعي واسع، ومن مؤسسات حكومات الأقاليم، والحكومة الفدرالية، والبرلمان الكندي ومنظمات المجتمع المدني، وغيرهم من المؤسسات، أوجد روحاً أخلاقية إنسانية، تجمع الناس على مفاهيم التضامن والرحمة، واحترام أفكار الأفراد وقناعتهم، وهذا أساس ممتاز لتحويله لقاعدة عمل، تنقل هذه المساحة الوطنية، إلى حراك فاعل على الأرض، بين موزاييك كندا، ومن كندا إلى العالم.

مسارات المنصة:

ومساهمة من المركز الكندي للاستشارات الفكرية، ومؤسسه الباحث العربي المستقل أ. مهنا الحبيل، رأينا أن نطلق منصة حوارية ثقافية في اتجاهين رئيسيين، يساهمان في نجاح القيم الأساسية للشعب والدولة الكندية، وتعزيز مكانة كندا في العالم وخاصة أقاليم الشرق والوطن العربي، كون أن كندا من أهم الدول الحاضنة لهجرات هذه الأقاليم.
المسار الأول:
تعزيز مفهوم الموزاييك الكندي (التعدد العرقي والديني والثقافي للكنديين), وخاصة التحديات الطارئة بناء على انقسامات الشرق، وبعض صراعاته، ولذلك ستعمل المنصة على تنظيم حلقة حوارات كجسور ثقافية واجتماعية، تساهم في معالجة بعض الاحتقانات الاجتماعية بين موزاييك الشعب الكندي، ورفض تسيسيها داخلياً، أو ربطها بأزمات الشرق، الذي يضر بقيم كندا المتحدة.
كما أن هذا المسار سيسعى لتعزيز لغة الانفتاح، والتواصل مع بقية أطراف التعدد الكندي، وخاصة السكان الأصليين، والكنديين من أصول غربية، والكنديين الأفارقة، متخذين مبدأ التعارف والتواد والبر، بين الناس كمدخل إنساني وقومي كندي.

المسار الثاني:

فض النزاعات والدبلوماسية الشعبية لكندا الجديدة

لقد حققت عدداً من الدول الغربية، في عدد من بلدان الوطن العربي، والعالم الشرقي، نجاحات نسبية أو كلية في خلق بيئة سلام، أو حوار يدفع للسلام، وفض النزاعات والحروب، الأهلية أو الصراعات السياسية الدموية الداخلية، في بعض الدول العربية، والتي تعد من أكبر عناصر إنهاك الشرق بل العالم، وانفجار العنصريات المتعددة اليوم، في عدد من مناطق العالم، وبالتالي خلق بيئة للعنف والعنف المضاد.
ومهمة منصة فض النزاعات، للمركز الكندي للاستشارات الفكرية في تورنتو هنا، هو تنظيم حوارات نوعية داخل كندا وخارجها، وتقديم مقترحات، تساعد في تأسيس خارطة لفض النزاعات، أو المصالحات الموسمية الحقوقية، في الوطن العربي، والتي هي من أهم معاناة الحالة الإنسانية، في الشرق وبقية الوطن العربي.
لأن فض النزاعات لا يمكن أن يتم، دون بنية فكرية، تنخرط في حوارات جدية، لا لتوحد الناس في أيدولوجياتهم، أو مواقفهم السياسية، وإنما تجمعهم على مشتركات إنسانية، وتقلص دوائر الصراع فيها.
ودور الدولة الكندية هنا مهم ورئيسي، لكي تتقدم بشراكتها أمام العالم الجديد، وتحصد دبلوماسية شعبية مستحقة لها، للحضور في أزمات العالم، وتحويل تعددها الوطني، واحتضانها لمهاجرين ولاجئين من عدة أقوام وأقطار، إلى ورش عمل يشار فيها إلى كندا القوة الدبلوماسية الجديدة، التي تقدم مصالح فض النزاعات لشعوب الأرض، على مصالح إشعال الحروب وتجارة السلاح، المؤذية لكل أطراف الحرب.
إننا هنا في المركز الكندي للاستشارات الفكرية، ندرك الجهود السابقة، لشخصيات كندية عربية وغيرها، اهتمت فكرياً وثقافياً، بهذا المسار ونقدر جهودها، كما أننا نعلم بأن قاعدة إمكانياتنا محدودة جداً، ولكن الأمل وروح السلام لإسعاد المضطهدين والمحرومين، من آثار الحرب، هو خطوة جيدة ولو وصلت بعد ألف ميل.
إن عزيمتنا هنا، تتوجه لتحقيق أكبر مساحة من فرص الحوار، والتوجيه العملي لها، لفك الاحتقانات التي قد تتوسع داخل كندا، أو رصف الطريق لثقافة الحوار لفض النزاعات خارجها، وتحقيق مشاريع ومبادرات تنفيذية على الأرض، تتبناها الدبلوماسية الكندية، ومراكز القرار وصناعة الفكر المسؤولة، وستطلق هذه الحوارات، بعد التواصل مع الشرائح ذات الاهتمام، والتي ترحب بالمساهمة، وتجدول بحسب الفرص المتاحة، والتقدير الثقافي لها.
مؤكدين ترحيبنا بكل مقترح في هذا الصدد، آملين أن تكون هذه المبادرة ضمن النجاحات التي حققها الحضور العربي قديماً، لصالح كندا ومجتمعها الوطني الشامل ومبادئها الدستورية.