خلاصة من ورقة قدّمها الباحث العربي المستقل/أ.مهنا الحبيل في ندوة فكرية بضيافة مركز ابن خلدون/جامعة قطر/28/سبتمبر/2019
المركز والندوة:
مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بحسب مديره د. نايف بن نهار هو مركز بحثي تابع لجامعة قطر تحكمه اطر استراتيجية أجملها في أقلمة المفاهيم والأدوات المهتمة بهذه العلوم لتواكب الواقع، مع التجسير والربط بين تخصصاتها، والاهتمام بالمثاقفة الحضارية منهجيا وموضوعيا، والحرص على التجديد خاصة في سياقات العلوم الدينية، كل هذا مع عدم اغفال المواكبة وعدم الانعزال عن مستجدات الواقع.
وعن الندوة التي كانت بعنوان عريض
التيارات الفكرية في الخليج بين ترف الأيدلوجيا وحاجة الواقع
وشملت ثلاث جلسات تناولت أوراق عن التيار النسوي، والتيار العلماني، والتيار العروبي
قال د. نايف
مطلوب من الأوراق محاولة الإجابة على السؤال المركزي:
ما مدى أثر التيارات في خدمة إشكالات الواقع الخليجي؟
ومن هذا السؤال تتفرع أسئلة تطمح الندوة في الحصول على فوائد طرحها ومناقشتها من الضيوف والحضور.
لماذا المفهوم العروبي في الفكر الإسلامي:
يجيب أ. الحبيل عن سبب اختياره موضوع الورقة وعلاقته بموضوع الندوة العام بانه يعتقد بوجود قاعدة شبابية لا يستهان بها تنتمي إلى الفكر الإسلامي، وان بعض شباب التيار المدني أيضًا لديه اهتمام برأي الفكر الإسلامي في مفهوم الهوية القومية.
لهذا يرى ضرورة تحرير المفهوم خاصة في ظل أزمة الصراع المتكررة عربيا داخل التيارات، وبينها وبين بعضها، والتي من وجهة نظره لا تخرج غالبا من ثلاثة نقاط أساسية:
/الصراع النفسي الشخصي الذي لايعالج مسارات الخلاف.
/مشكلة عدم استقلال الفكر ودور المصالح في تاجيج الصراع.
/عدم تحرير مفهوم الدولة المدنية، وعدم استيعاب ضرورة تعزيز المشتركات والبناء عليها لأجل السلم المجتمعي أولا، ثم تأسيس أرضية للحوار الفكري بعدها.
الهوية كمدخل للعلاقة بالعروبة
قد يتفق الجميع بان الهوية هي قاعدة الانطلاق للمجتمع.
لكن ماعلينا تحريره ووضع النقاط عليه هو كيفية فهم ابعاد هذه الهوية.
يحتاج الوعي في الخليج إلى تنظيم هويته في جزئيها:
/ارتباطه الوجودي بأرض الرسالة الإسلامية وتكليف بعث أخلاقها للعالمين، الذي لايناقض قوميتهم؛ بل إن القوة الذاتية للعرب كأُمة يخدم المفهوم الآخر.
/الامر الآخر ان الانتماء الاجتماعي والجغرافي لهذه الأرض، لايعني العنصرية العرقية والقبلية تجاه المنتمين للجغرافية العربية من غير الخليج.
ويقول الحبيل ان تاريخ الانطلاق الذي يرى البداية به مناسبة هو عروبة مابعد القومية، والتي بحسبه تتفق مع الفكر الإسلامي النهضوي، وليس من المفاهيم للتيارات العروبية التقليدية.
تنظيم العلاقة مع غير العرب:
تاريخ العرب الحضاري برسالة الإسلام كان حاضنا للقوميات الأخرى، ومن هنا يجب تعزيز هذا البعد الأخلاقي في العلاقات الاجتماعية بين العرب وبقية امّم الشرق.
اما مواجهة الشعوبيات التي تتصاعد ضدهم والمشاريع السياسية كالمشروع الإيراني يتم التعامل معه في سياقه الجدلي الفكري وبأوراق السياسة وليس الصراع بين القوميات.
وبنفس القياس مع كل الإنسانية.
ويكون التنظيم بتعزيز الهوية الاجتماعية التاريخية للخليج العربي كبنية اجتماعية بعيدًا عن البازار السياسي.
العروبة والدولة المدنية
لماذا نحرص على هذه الهوية ولا نكتفي بالمطالب المدنية للنهضة وابعادها الإنسانية؟
يجيب ا. الحبيل بان تجارب الغرب أمامنا وما صعود التيارات اليمينية إلا من حاجة الشعوب لضميرها الاجتماعي الجامع؛ لذا لاتناقض بين هذه التغذية المعنوية المنظمّة بعدم حديتها، وبين المطالَب الحقوقية.
العروبة حاجة ام ضرورة لمستقبل الخليج القومي؟
أ. الحبيل: المفهوم العروبي الإسلامي كما حررناها في النقاط السابقة، ضرورة، ضاربا مثال عن موقفه مقارنة مع أنصار العثمانية الجديدة من العلاقة القطرية التركية بعد أزمة الخليج والذي يرى بان تركيا دولة مرت بتجربة مدنية حديثة يدعمها فيها، ويُشيد بموقفها وموقف الرئيس اردوغان من الازمة لأجل استقرارالخليج ككل، كما يرى ان العلاقة مع قطر تُنظّم وفق اطار استراتيجي يحفظ استقلال الدول وهويتها.
الخنساء