لقاء في الجامعة الماليزية العالمية، العاشر من شهر يونيو لعام 2022


مقدمة:
في مدخل حديثه يركز أ. الحبيل على أن المحور المركزي للجدل الثالث هنا، هو مزيد الاهتمام بمساق الفلسفة الاخلاقية للمعرفة للإسلامية؛ فحاجة العالم الى التخليق تتزايد مع تصاعد وتيرة الأزمة التي يواجهها عالم اليوم، في كافة الاوجه الانسانية، من الاجتماع والسياسة والاقتصاد. وأن جزءا كبيرا من هذه الأزمة، يعود إلى مآلات الفلسفة الغربية، بوصفها المحرك الأساسي للأداتية.

تاريخيا تستوى قواعد التأسيس الفلسفي اليساري واليميني، في تصعيد المادية، ومآلات هذا التصعيد مع اقصاء الروح يحصد العالم الآن انهياراتها.
وعلى المؤمنين بالفارق للقيمي للمغرفة الاسلامية التقدّم لفرض رؤاهم؛ فهذا التطفيف وعدم فرد مساحة الحوار المنصف بسبب الهيمنة الثقاقية.
المسلمون خصوصا يعانون من انهيار كامل، لحق التوازن لأمم العالم؛ ففي قواعد الفلسفة الغربية لايجوز التساوي في الطرح والحوار المعرفي، وهذه الأزمة العالمية لم تشارك فلسفة الاسلام في تشكيلاتها؛ ففي الاسلام لا وجود لهذا الطغيان المادي على حساب الروح وبُعدها الأخلاقي.
اشار أ. الحبيل لضرورة الإبقاء على الجسور الإنسانية المشتركة بين شعوب الشرق، والحرص على إعادة المبادئ المشتركة مع الفلسفات الشرقية بعمومها، مع ابداء الأسف لفشل الهند في الحفاظ على فلسفة غاندي الإنسانية.


عن الكتاب:
في رؤوس أقلام يستعرض أ. الحبيل أفكاره المركزية:
الكتاب يتناول شخصيتين عظيمتين، اتفقتا على تناولا الاستشراق بوصفه الوسيلة المعرفية التي اتكأت عليها الكولونيالية الغربية، واختلفتا بزيادة حلاق على سعيد بأن الاستشراق هو ذراع للبرالية الغربية، وأن الأصل الأحق بالنقد والتناول هو الجسم الذي صنع الاستشراق (الفلسفة الغربية الليبرالية)، مع حفظ الحق لسعيد ببداية انطلاق هدم قدسية هرم الاستشراق، بالاضافة لفارق آخر مهم يراه أ. الحبيل، وهواعتناء حلاق بالمعرفة الإسلامية ومحاولته فتح الباب على مقدرتها لصناعة الفارق، بعكس سعيد الذي لم يعتن بها وركّز فقط على نقد المركزية الغربية.


طرح الكتاب لايعني التغافل عن وجود أقلام منصفة، لكن الحقيقة أن مجمل التأثير كان سلبيًا، وأن بالعموم الغرب الأكاديمي منحازًا، ومن هنا علينا مهمة التقويم والاصلاح.
يلج أ. الحبيل في حديثه إلى نقاط موضوعية تناولها حلاق بعيدا عن نقد سعيد، وبعيدا عن القول بردة الفعل تجاه السيطرة الغربية والعجز الذاتي، وأول هذه النقاط وأهمها مفهوم (الإنسان الإله) فمن الواجب على المهتم بالمعرفة الإسلامية المواصلة فيه، فمعرفة الاسلام لها المقدرة على احداث فارق كبير هنا.
الإنسان الإله، مفهوم تم تثبيته بعد اقصاء الروح والمرجعية الأخلاقية لها، فعمّت العالم أزمة التطفيف والانحياز والعنصرية وعدم النظر بمساواة مع كل البشر.
نقطة أخرى، مع الاشادة بمجهود حلاق الكبير، هناك تخصيص يهمنا برد الاعتبار لفيلسوف فرنسا رينيه غينون( الشيخ عبد الواحد) المتواطأ عليه من العقل الفلسفي الفرنسي، بسبب إسلامه واختلافه برؤية نابعة من إيمانه، والمقصّر عنه من قِبل الباحث المسلم.
وهنا لابد من الاشارة الى جدل أ. الحبيل الثالث في الكتاب، بمقارنته بين الاعتناء الاكاديمي بميشيل فوكو واقصاء رينيه غينون؛ فالتبرير على اقصاء غينون هو انطباع فكره بإرائه الشخصية(الاسلام)، في حين أن فوكو ومع تقدير نجاح بعض أفكاره، إلا أنه لم يُحاسب على مآلاته الفكرية الاجتماعية في الجندر والسادية الجنسية مع الأطفال، والتي نبعت أيضا من طباعه الشخصية وميوله الذاتية؛ الأمر الذي يُبرز حجم التطفيف في الاكاديمية الغربية.
دعا أ. الحبيل الطلاب لمزيد من الاهتمام بغينون، متأملا تدشين مقعد في الجامعة باسمه للفلسفة الأخلاقية.


وعن المدخل للجدل الثالث، هو في وعي وإدراك العقل المعرفي الذي أسس له مفكرين مسلمين متقدمين، في جمع فلسفة الاسلام بين دلالات الغيب والعلوم التجريبية الدنيوية، مما يجعل الأخلاق الروحية حاضرة في كل مجالات العلوم، الأمر الذي يورث معنى العدل الحقيقي.
في الختام شكر أ. الحبيل الجامعة وانشطة طلابها الثقافية، داعيا لماليزيا باستعادة مسار نهضتها الأول والتوفيق لإنسانها.

تحرير: الخنساء

الشؤون الثقافية للمركز الكندي

عقب المحاضرة جلسة نقاشية عن ما طُرح وعن مجمل كتابات أ. الحبيل الفكرية.

رابط للتسجيل على يوتيوب